فصل: (3) الإدعاء بعشوائية ظهور الإنسان عن هذه السلسلة الطويلة من الخلق:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.الموات في كوننا:

يتكون الجزء المدرك لنا من الكون في غالبيته من غاز الأيدروجين الذي يشكل أكثر من 74% من مادة الكون المنظور؛ وغاز الأيدروجين هو أخف العناصر وزنا، وأقلها تعقيدا أي أبسطها بناء، وهو مادة غير حية. ويلي غاز الأيدروجين كثرة في الجزء المدرك لنا من الكون غاز الهيليوم الذي يشكل 24% من مادة الكون المنظور، وهو ثاني العناصر المعروفة لنا، ويتكون في داخل الشمس باتحاد أربع من نوي ذرات الأيدروجين وتنطلق الطاقة، ومعني ذلك أن باقي العناصر المعروفة لنا التي يزيد عددها علي مائة عنصر تشكل أقل من 2% من مادة الكون المنظور، وهي كلها غير حية، وقد أدت هذه الملاحظة إلي الاستنتاج الصحيح بأن جميع العناصر قد تخلقت باتحاذ نوي ذرات الأيدروجين بعملية تعرف باسم الاندماج النووي، وهذه العملية تتم في داخل نجوم السماء التي ينظر إليها علي أنها أفران ذرية كونية تتخلق فيها العناصر بالتدريج من أخفها وهو غاز الأيدروجين بعملية الاندماج النووي حتي تصل سلسلة هذه العمليات إلي إنتاج عنصر الحديد الذي لا يتم إنتاجه إلا في داخل النجوم العملاقة وفي مراحل توهجها الشديد المسماة باسم (المستعرات العظام)، وحينما يتحول قلب المستعر الأعظم إلي الحديد يكون قد استهلك طاقته فينفجر هذا النجم الأعظم، وتتناثر أشلاؤه في صفحة السماء، لتدخل في نطاق جاذبية عدد من الأجرام بتقدير من الله تعالى علي هيئة النيازك ورماد الشهب، وقد تتعرض بعض نوي ذرات الحديد في أثناء هذه الرحلة في صفحة السماء لاصطياد عدد من الجسيمات الأولية للمادة بتقدير من الخالق سبحانه وتعالى فيتكون من العناصر ما هو أعلي وزنا، وأعقد بناء من الحديد.
وباتحاد نوي ذرات العناصر مع الإليكترونات تكونت الذرات، وباتحاد الذرات تكونت الجزيئات، وباتحادها تكونت المركبات.
وعندما انفصلت أرضنا عن الشمس (أو عن السديم الذي تكونت منه الشمس)، لم تكن سوي كومة من الرماد ليس بها من العناصر ماهو أعلي وزنا من (السيليكون)، ثم رجمت بوابل من النيازك والشهب الحديدية التي بها بعض العناصر الأعلي وزنا من الحديد، فاندفعت تلك المواد العالية الكثافة إلي قلب الأرض الأولية (كومة الرماد) فانصهرت وصهرتها ومايزتها إلي سبع أراضين: لب صلب داخلي أغلبه الحديد والنيكل، يليه إلي الخارج لب سائل أغلبه كذلك الحديد والنيكل، ثم أربعة أوشحة متتالية تتناقص فيها نسبة الحديد من الداخل إلي الخارج، ثم الغلاف الصخري للأرض وبه 5.6% من الحديد، وفي أثناء عملية التمايز تلك تكونت مركبات المعادن التي كونت الصخور الأولية (النارية)، والتي بدأت بها دورة الصخور. ومن الصخور النارية تكونت كل من الصخور الرسوبية والمتحولة، ومع تكون الصخور النارية، عبر المتداخلات النارية، والثورات البركانية أخرج الله تعالى من داخل الأرض ماءها، وغلافها الغازي، وهذه النطق الثلاث: الغلاف الصخري، والمائي، والغازي كلها مواد ميتة لا روح فيها ولا حياة.
ويقدر عمر الأرض بنحو 4600 مليون سنة، بينما يقدر عمر أقدم أثر للحياة علي سطحها بنحو 3800 مليون سنة، أي أن الأرض أخذت ثمانمائة مليون سنة علي الأقل من أجل إعدادها لاستقبال الحياة، والله تعالى قادر علي أن يقول للشيء كن فيكون، ولكن هذا التدرج قصد به أن يفهم الإنسان سنن الله في الخلق، وأن يحسن توظيفها في عمارة الأرض، وفي حسن القيام بواجبات الاستخلاف فيها.

.الأحياء علي أرضنا:

يحيا علي يابسة أرضنا اليوم، وفي مياهها، وتحت هوائها من صور الحياة المدركة بلايين البلايين من الأفراد التي تنطوي في نحو المليوني نوع من أنواع الحياة، تجمع في ست ممالك هي: البدائيات، الطلائعيات، الفطريات، النبات، الحيوان، والإنسان.. التي ينقسم كل منها إلي عدد من القبائل، والفصائل، والرتب، والأجناس، والأنواع.
وبمعدل الاكتشافات الحالية يتوقع العلماء أن عدد الأنواع التي عاشت علي الأرض واندثرت، والتي تعيش اليوم سوف يصل إلي نحو خمسة ملايين نوع من أنواع الحياة، يمثل كل نوع منها ببلايين الأفراد، ويتراوح متوسط عمر كل نوع من أنواع هذه الحياة بين نصف مليون سنة وخمسة ملايين من السنين.
وكل نوع من أنواع هذه الحياة أعطاه الله تعالى القدرة علي القيام بجميع العمليات الحيوية من أمثال التغذية، والقدرة علي القيام بالتمثيل الغذائي (الأيض)، وعلي الإخراج، والتنفس، والنمو، والتكاثر، والتكيف، والحركة.(باستثناء النبات)، والإحساس، إلي غير ذلك من الميزات التي تستخدم للتفريق بين الأحياء والأموات (الموات) في كوننا المدرك.

.إخراج الحي من الميت:

إن قضية الخلق بأبعادها الثلاثة: خلق الكون، خلق الحياة، وخلق الإنسان هي من القضايا الغيبية التي لا تخضع لإدراك الإنسان، وفي ذلك يقول الحق تبارك وتعالى: {ما أشهدتهم خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم وما كنت متخذ المضلين عضدا} (الكهف 51).
ولكن القرآن الكريم الذي أنزل فيه ربنا تبارك وتعالى قراره هذا يقول لنا أيضا فيه: {قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ثم الله ينشئ النشأة الآخرة إن الله علي كل شيء قدير} (العنكبوت: 20).
وبالجمع بين هاتين الآيتين الكريمتين يتضح لنا بجلاء أنه علي الرغم من كون عملية الخلق عملية غيبية غيبة كاملة، لم يشهدها أحد من المخلوقين إلا أن الله تعالى من رحمته بنا أبقي لنا في صخور الأرض وفي صفحة السماء من الشواهد الحسية ما يمكن أن يعين الإنسان علي وضع تصور ما عن كيفية الخلق، ويبقي هذا التصور متأثرا بخلفية واضعه، فتتعدد النظريات في قضية الخلق تعددا كبيرا، ويبقي للمسلم نور من الله تعالى في آية قرآنية كريمة، أو في حديث نبوي صحيح السند عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يمكن أن يعينه علي أن يختار من بين هذه التصورات أو النظريات واحدة تتفق مع النص القرآني أو مع الحديث النبوي الصحيح أو معهما معا فيرتقي بهذه النظرية إلي مستوي الحقيقة انتصارا للعلم بالقرآن الكريم أو بالحديث النبوي الشريف وليس العكس، وهذه منزلة من منازل العلم لا يرقاها إلا المسلم.
وتحدث الدهريون عن التطور الكيميائي، ومن بعده عن التطور العضوي، ونحن معشر المسلمين لا اعتراض لنا علي ذلك لأن الحكمة ضالة المؤمن أني وجدها فهو أولي الناس بها كما علمنا المصطفي صلى الله عليه وسلم، فإذا كان المقصود بالتطور هو تدرج عمارة الأرض بأنماط من الخلق تزداد تدريجيا في العدد وفي تعقيد البناء، فهذا حق يقوم عليه الدليل وتؤكده الملاحظة، وتدعمه الحجة، ولكن أعداء الدين انطلقوا بهذه الملاحظة الصحيحة إلي ثلاثة استنتاجات خاطئة تماما هي:

.(1) الإدعاء بعشوائية الخلق الأول:

والملاحظة العلمية الدقيقة تشجب ذلك وترفضه، لأن هذا الفرض يقتضي عشوائية بناء الحمض الأميني (وهو لبنة بناء الجزيء البروتيني الذي هو لبنة بناء الخلية الحية)، وعشوائية تجمع هذه الأحماض الأمينية لبناء مائتي ألف نوع من الجزيئات البروتينية، والتي تجمعت عشوائيا لبناء أول خلية حية، التي تشعبت من بعد إلي ملايين الأنواع من أنواع الحياة التي مثل كل نوع منها ببلايين الأفراد، بطريقة عشوائية محضة والحقيقة العلمية المؤكدة هي أن كلا من الحمض الأميني والجزيء البروتيني علي قدر من التعقيد في البناء، والدقة في ترابط الذرات والجزيئات لا يمكن للصدفة أن تصنعه أبدا...!!

.(2) الإدعاء بعشوائية التدرج في الخلق:

وهذا الافتراض ترفضه أيضا الملاحظة العلمية الدقيقة لأن لكل نوع من أنواع الحياة عددا محددا من الصبغيات التي تحمل شفرته الوراثية وتتحكم في صفاته ونشاطاته ومنها الانقسام والتكاثر، وهذه الشفرة الوراثية علي قدر من الدقة والتعقيد لا يمكن للصدفة أن تكون قادرة علي إبداعه أبدا.
ثم إن عملية تدرج عمارة الأرض بأنماط الحياة تمت بإتقان معجز، لعب فيه كل طور من أطوار الحياة دورا في إعداد الأرض للطور التالي، ولا يمكن للصدفة أبدا أن ترتب ذلك. ثم إن هناك انقطاعات في سجلات الحياة الأحفورية تؤكد حقيقة الخلق، وتنفي عشوائية التدرج.

.(3) الإدعاء بعشوائية ظهور الإنسان عن هذه السلسلة الطويلة من الخلق:

وهذا أيضا هروب مقصود من الاعتراف بالخالق سبحانه وتعالى والملاحظات العلمية الدقيقة ترفضه ولا تؤيده. فتمايز الشفرة الوراثية للإنسان، وتحديد عدد الصبغيات التي تحملها، وما ميز الله تعالى به الإنسان من صفات تشريحية ونفسية، وقدرات عقلية تنفي ذلك الزعم وتدحضه، وتمايز الهيكل العظمي للإنسان فوق أعلي مخلوق قبله كصفة وحيدة تنفي تخرص المتخرصين، وتزييف المزيفين، لأن هذا القدر من التمايز لا يمكن أن يتم في الفترة الزمنية القصيرة التي عاشها نوع الإنسان علي الأرض، أضف إلي ذلك ذكاء الإنسان، وقدرته علي الكلام، ومهاراته المختلفة، وقدرته علي الشعور، والانفعال، والتعبير عن ذلك، وقدراته علي كسب المعارف والمهارات وتعليمها، كل ذلك يؤكد الخلق الخاص للإنسان وفصله عن كل صور الحياة من قبله.
وإن قدرة الشفرة الوراثية في الإنسان علي الانقسام وتكرار نفسها ترد الجنس البشري كله إلي أب واحد هو آدم عليه السلام وفوق ذلك كله فإن دقة بناء الخلية الحية، وإحكام عملها، وانضباط كل نشاطاتها علي الرغم من ضآلة حجمها (أقل من جزء من عشرة ملايين جزء من الملليمتر المكعب)، تنفي ذلك فلها جدارها الذي يبدو كالسور العظيم الذي تتخلله بوابات تفتح وتغلق بانتظام معجز، ولها جيوش دفاعية، وأخري هجومية، وثالثة احتياطية، ولها قوي وأجهزة كهرومغناطيسية، ولها مسئولون عن التموين، وقدرة علي تصنيع أكثر من مائتي ألف نوع من أنواع البروتينات، ولها علاقات داخلية منضبطة، وأخري خارجية مع غيرها من الخلايا الموجودة حولها، ولها شفرة وراثية معجزة، وغير ذلك من الصفات التي لا يتسع المقام لسردها، وهذا كله لا يمكن أن يكون للصدفة دور فيه.
وخلق الخلية الحية من عناصر الأرض الميتة هو أعظم صور إخراج الحي من الميت التي أشارت إليها الآية الكريمة، وكذلك إعادة بعثها في يوم القيامة.
ومن صور ذلك أيضا قدرة الخالق المبدعة التي أعطاها لكل كائن حي لتحويل عناصر الأرض وجزيئات الماء والهواء (وكلها من المواد الميتة) بتقدير من الله تعالى إلي مواد حية كما يحدث في عملية التمثيل الضوئي التي تقوم بها النباتات الخضراء فتأخذ عناصر الأرض والماء من التربة، وتأخذ ثاني أوكسيد الكربون من الجو والطاقة من الشمس، في وجود صبغة خضراء تعرف باسم (اليخضور) أو غيرها من الصبغات النباتية وبعض الإنزيمات التي يفرزها النبات لتكوين الكربوهيدرات من مثل السكر، والنشا، والسيليلوز وهي مواد في غاية الأهمية لأنها تعد مكونات أساسية في بناء مختلف أجزاء النبات وفي طعام كل من الإنسان والحيوان.
وفي كل من الإنسان والحيوان وفي بعض النباتات تتحول المواد الغذائية من الكربوهيدرات وغيرها إلي البروتينات وهي مركبات عضوية تتكون من جزيئات معقدة باتحاد ذرات الكربون والأيدروجين بذرات كل من الأوكسجين والنيتروجين، بالإضافة أحيانا إلي ذرات الكبريت أو الفوسفور. وتتكون كل الأنسجة الحية في الإنسان والحيوان من البروتينات التي تعد الوحدات الأساسية في بناء مختلف الخلايا الحية، وتقوم بالعديد من الدعم والحركة في كل من العضلات والعظام، وفي عمليات نقل الدم ورسائل الأعصاب، وفي حفز مختلف التفاعلات الحية في الخلايا من مثل ما تقوم به بعض الإنزيمات والهرمونات وكلها من البروتينات.
وأجساد الكائنات الحية تتجدد باستمرار ماعدا الخلايا العصبية، فجسم الإنسان يفقد من خلاياه في كل ثانية حوالي 125 مليون خلية في المتوسط تتهدم وتموت، ويتكون غيرها في الحال.
هذه صورة من صور إخراج الحي من الميت وإخراج الميت من الحي حيث تتحرك المواد الميتة بين الأرض، ومائها، وهوائها، والطاقة القادمة إليها من الشمس لتخليق المواد اللازمة لبناء الخلية الحية من الكربوهيدرات والبروتينات وغيرها من المواد التي تنبني منها الخلايا الحية الجديدة في كل من عمليات النمو والتكاثر، فإذا ما ماتت هذه الكائنات الحية عادت مكوناتها إلي كل من الأرض، ومائها، وهوائها ليخرج الله تعالى الميت من الحي وهذه حقائق لم يدركها الإنسان إلا في أواخر القرن العشرين.
فسبحان الذي أنزل القرآن بعلمه، علي خاتم أنبيائه ورسله، ليكون حجة علي أهل عصرنا الذين فتنوا بالعلم ومعطياته فتنة كبيرة، حجة قائمة علي الذين ينكرون ربانية القرآن، ونبوة خاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله وسلم وبارك عليه وعليهم أجمعين وهي حجة بالغة علي كل كافر ومشرك ومتشكك... {والله غالب علي أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون} [يوسف: 21]. اهـ.

.التفسير المأثور:

قال السيوطي:
{قُلِ اللهمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ أنك عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26) تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (27)}.
أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة قال ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم سأل ربه أن يجعل له ملك فارس والروم في أمته. فأنزل الله: {قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء} الآية.
وأخرج ابن المنذر عن الحسن قال جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد سل ربك {قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء} إلى قوله: {وترزق من تشاء بغير حساب} ثم جاءه جبريل فقال: يا محمد فسل ربك {قل رب أدخلني مدخل صدق} [الإسراء: 8] الآية. فسأل ربه بقول الله تعالى فأعطاه ذلك.
وأخرج الطبراني عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب في هذه الآية من آل عمران {قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء} إلى آخر الآية.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: اسم الله الأعظم {قل اللهم مالك الملك} إلى قوله: {بغير حساب}.
وأخرج ابن أبي الدنيا في الدعاء عن معاذ بن جبل قال: شكوت إلى النبي صلى الله عليه وسلم دينًا كان عليَّ فقال: يا معاذ أتحب أن يقضى دينك؟ قلت: نعم. قال: {قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير أنك على كل شيء قدير} رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما، تعطي منهما ما تشاء، وتمنع منهما ما تشاء، اقض عني ديني فلو كان عليك ملء الأرض ذهبًا أدي عنك.
وأخرج الطبراني عن معاذ بن جبل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم افتقده يوم الجمعة، فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى معاذًا فقال: يا معاذ ما لي لم أرك؟ فقال اليهودي عليَّ وقية من تبر، فخرجت إليك فحسبني عنك فقال: ألا أعلمك دعاء تدعو به فلو كان عليك من الدين مثل صبير أداه الله عنك، فادع الله يا معاذ {قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعزُّ من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير أنك على كل شيء قدير تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي وترزق من تشاء بغير حساب} رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما، تعطي من تشاء منهما وتمنع من تشاء منهما، ارحمني رحمة تغنني بها عن رحمة من سواك، اللهم أغنني من الفقر، واقض عني الدين، وتوفني في عبادتك وجهاد في سبيلك.